الارجونوميكس الذهنى Cognitive Ergonomics


اضغط هنا لقراءة مقال أ.د/ عزت سعد حول ماهية الارجونوميكس الذهنى

صنع القرار Decision Making

يعتبر صنع القرار الإنساني من العلوم المعرفية الحديثة للارجونوميكس ، نظرا لارتباطه المباشر بعملية الأداء الاستخدامي للمنتج من خلال البيان والتحكم به . فكثيرا ما يكون على الناس أن يصنعوا قرارات تحت ظروف من الشك أو عدم التأكد، فمثلاً ،اتخاذ قرار لعب الجولف أو الإسكواش قد يعتمد على إذا ما كانت السماء سوف تمطر في ذلك اليوم أم لا ، والخبراء كالأطباء ومديري المال ، …الخ يواجهون بصفة مستديمة باتخاذ قرارات صعبة، ويتخذونها باستخدام أساليب ومعرفة متخصصة . وهناك منهجين رئيسيين لدراسة صناعة القرار :
الأول هو النماذج المعيارية Normative Models وهي تحاول تحديد الطريقة المُثلى لصناعة قرار تحت مجموعة خاصة من الظروف ، وهى تحدد أفضل كيفية لصناعة القرار، وغالباً ما تصاغ فى صورة مصطلحات رياضية .
الثاني هو النماذج الوصفية Descriptive Models وهذه النماذج تحاول توصيف السلوك لصانعي القرار من الناس ، وهى تحاول وصف ما يقوم به الناس فعلياً عند صناعة قرار.
والمنهجية الأولى هي فرع من الرياضيات التطبيقية وتعرف باسم نظرية القرار Decision theory ، أما المنهجية الثانية فهي فرع من علم النفس التطبيقي وتعرف باسم نظرية القرار السلوكي Behavioral Decision theory ، ومن المؤكد أن المنهجين هامين إذا كانت صناعة القرار فى تصميم النظم المعقدة للإنسان / الماكينة ضرورية لتطوير وتحسين الأداء الاستخدامي للمنتج أو النظام . وإذا كان السلوك لصانعي القرار من الناس يحيد عن الدرجة المُثلى، والمواقف التي ربما يحدث فيها قرارات غير مثالية ويمكن التنبؤ بها، فإنه يمكن أخذ خطوات وقائية لذلك (مثل: توفير نظم مساعده فى اتخاذ القرار). وقد بدأ العلماء بالفعل عملية رسم خريطة تفصيلية لأجزاء الدماغ المسؤولة عن هذه العملية، ولكن العلماء يعتقدون أنهم ـ ولأول مرة في تاريخ هذا العلم ـ يكتشفون كيف تعمل هذه الدورات الدماغية). ,ويعتقد العلماء أن معظم قرارات الإنسان تصنع في العقل اللاواعي، مع وجود تدرج في مدى الإدراك). وقد لا يدرك البعض كيف وصل إلى عمله هذا الصباح حيث يحتفظ الدماغ الواعي بالأشياء الأكثر أهمية، ولكن كيف يستطيع العقل أن يقرر أي الأشياء يجب تركيز العقل الواعي عليها، والجواب هو أن الدماغ يتطور منذ الأيام الأولى من حياة الإنسان بناء على ما يشاهده ويعايشه. ويقوم الدماغ ببناء نموذج داخلي لكل شيء تقع عليه العين وتسمعه الأذن، وتدريجيٌّا يتعلم كيف يمكن تحديد هذه الأشياء والتنبؤ بالتصرفات المتوقعة منها. وفي حالة دخول معلومات جديدة من الخارج على الدماغ فإن الدماغ يعمل بصورة تلقائية فيقارن بين المعلومات الجديدة وبين النموذج الداخلي، فإذا طابقت النموذج الداخلي؛ مثل قيادة السيارة إلى العمل والمرور على المشاهد اليومية النمطية بدون أي تعليق ـ فإن المشاهد المتكررة المعتادة المألوفة لا تصل إلى العقل الواعي. ولكن في حالة وجود مفاجأة مثل رؤية حادث سيارة في الطريق يكون هناك تفاوت بين المتوقع والواقع، فيتحول الدماغ فورًا إلى حالة جديدة من العقل الواعي، ويحتفظ الدماغ ببنك للمعلومات بناء على الخبرة التي اكتسبها الدماغ خلال حياته. وتشكل هذه المعلومات المرجعية التي يعتمد عليها الدماغ في صنع القرار، ولكن هذه المعلومات في حد ذاتها هي كذلك حصيلة ما تقع عليه العين وتسمعه الأذن ويعايشه الإنسان في حياته ليخزن ـ دون إدراك الإنسان ـ في عقله اللا واعي . ويمكن دراسة القرار السلوكي من خلال معرفة كل من :
(1) الجوانب المعرفية فى صناعة القرار الإنساني .
(2) العوامل المؤثرة فى صناعة القرار الإنساني
1- الجوانب المعرفية فى صناعة القرار الإنساني
 للنظريات العامة لكيفية صناعة القرارات مكانه هامة فى مجال الارجونوميكس ، كالنماذج الخاصة بسلوك صانعي القرار للخبراء فى حقل معرفي خاص . ويُعرف  القرار بأنه "اختيار بين طرق بديلة لفعل (قرار) " . وبإعادة النظر فى الاستراتيجيات والنزعات فى صناعة القرار الإنساني ، نجد أنها تقسم هذه العملية إلى أربعة مراحل هي :
1- اكتساب المعلومات Information Acquisition
-2 تقييم الطرق البديلة لفعل (قرار) Evaluation of Alternative Courses of Action
-3 التنفيذ "القرار الحاسم" Execution
-4 التغذية المرتدة Feedback
2- العوامل المؤثرة فى صناعة القرار الإنساني
من العوامل المؤثرة فى صناعة القرار الإنساني ما يلي :
(1) تفضيل المعلومات الواقعية على النظرية .
(2) أسلوب عرض البيانات .
(3) الارتباط الخادع (الأحداث التي تحدث معاً تبدو وكأنها متصلة )
(4) المحافظة "مقاومة التغير" (عدم الرغبة فى استخدام معلومات جديدة)
(5) عدم القدرة على التقدير الاستقرائي لتطور العلميات .
(6) التعقيد،ضغط الوقت ، والحمل الزائد .
(7) الضغط العاطفي (يمكن أن يسبب رؤية فى اتجاه واحد للمعرفة) .
(8) الضغط الاجتماعي (مكافأة الامتثال) .
(9) التفكير المبنى على الرغبة (التفضيلات الشخصية ربما تؤثر على الاختيار لطريقة فعل) .
(10) نزعة الإدراك المؤخر(أي شئ يمكن أن يفسر بعد الحدث)
(11) نزعة نعت القرارات الناجحة بالمهارة والقرارات الغير ناجحة بالحظ السئ

 














© ergo-eg.com 2007, All rights reserved.