التصميم للفئات الخاصة

التصميم للأطفال

التصميم للمرأة

التصميم للمعوقين

المسنين

ارجونومية التصميم للمسنين
Ergonomic Design for the Elderly

أ.د/ احمد وحيد مصطفى
مدير مركز معلومات ارجونومية التصميم
استاذ ورئيس قسم المنتجات المعدنية - كلية الفنون التطبيقية

  صاحب التحسن الكبير في الرعاية الصحية في العالم ازدياد عدد المسنين في المجتمع حيث يتوقع الخبراء أن يكون 20% من سكان العالم عام 2030 من المسنين فوق 65 عام . والتقدم فى السن او ما يسمى بالشيخوخة هو تحول بيولوجى غير قابل للارتداد يحدث في تدرج مستمر. وهو مرحلة العمر التي تبدأ فيها الوظائف الجسدية والعقلية في التدهور بصورة أكثر وضوحاً مما كانت عليه في الفترات السابقة من العمر. وتبدأ هذه المرحلة عادة فى سن الستين ولكنه من الشائع أن يقسم المسنين إلى مجموعتين:، الأولى من سن 60- 75 سنه و يطلق علي الفرد فيها المسن النشط. أما المجموعة الثانية 75 سنه فأكثر و يطلق عليه المسن الكبير.
ووفقا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء Central Agency for Public Mobilization & Statistics (إحصاء يناير 2004 ) فإن عدد من هم فى سن 65 فأكثر يبلغ نحو 2.3 مليون نسمة بنسبة 3,4 % من السكان بينما يبلغ عدد المسنين من الذين يبلغون 60 سنة فأكثر نحو 8.3% من تعداد السكان. من المتوقع ان يصل عدد المسنين من المجموعة الثانية عام 2021 إلى 4.3 مليون.
وخلال النصف الأخير من القرن الماضى تزايد عدد الأشخاص الذين تجاوزوا سن الستين فى بريطانيا إلى حوالى الضعفين، والمفهوم الشائع فى بريطانيا هو أن هذه الزيادة مرجعها تقدم الخدمات الطبية للمسنين،. وبالمثل لوحظ تزايد نسبى فى عدد المسنين بالولايات المتحدة.  فى بداية هذا القرن كان المسنون يمثلون حوالى 3% من المجتمع الكلى للولايات المتحدة، فى حين أنهم يشكلون اليوم حوالى 10% من مجموع أفراد ذلك المجتمع أى أكثر من عشرين مليونا.  وبهذا يمكن القول بأن عدد المسنين قد تضاعف ثلاث مرات، كما تضاعفت المشكلات الطبية والنفسية التى يثيرونها أكثر من ذلك بكثير.
ومن جهة أخرى، ففى المجتمعات التى تتصف بظروف اجتماعية واقتصادية سيئة، وحيث تفتقر هذه المجتمعات إلى خدمات صحية متطورة وإلى رعاية طبية مناسبة، ويعيش أفرادها فى ظروف بيئية غير طبية، فان نسبة المسنين تبلغ حوالى 3% فقط من المجموع الكلى للمواطنين.


التركيب النوعى للمسنين:

 

ووفقا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة و الإحصاء أيضا فإن متوسط العمر المتوقع للإناث فى مصر قد بلغ 72 سنة وهو أعلى من نظيره للذكور والبالغ 68 سنة مما يؤكد اضطرار المرأة للبقاء بمفردها عدد من السنوات وهو ما قد يؤثر عليها نفسياً و اجتماعياً و اقتصاديا وبما قد يفرض واقعا تصميميا مختلفا. ووفقا لبيانات المركز الديموجرافي بالقاهرة فإنه يتوقع أيضا زيادة عدد المسنين من الإناث عن الذكور مع بداية العقد الثاني من هذا القرن أيضا. وتبلغ نسبة المسنين المشاركين فى قوة العمل فى عام 1996 نحو 4.5% بحلول عام 2030 سيكون فى مصر نحو 20 مليون مصرى فى سن اكبر من 60 سنة. ويمثل العاملون فى مصر ممن يبلغون الخامسة والستين وفقا للإحصائيات الرسمية الصادرة عن التعبئة العامة والإحصاء فى عام 1990 نحو 1.9% من القوى العاملة. وفى عام 2008 ستزيد هذه النسبة إلى نحو 3.0%.
وفى نهاية العشرون سنة القادمة سيتساوى عدد العاملين مع أرباب المعاشات فى العدد. ولما كانت المعاشات التى تدفع للمسنين تحصل من المبالغ التى يدفعها العاملون فإن هذه المبالغ لن تكون كافية لدفع المعاشات لمن يبلغ السن القانونية للإحالة للمعاش مما قد يضطر الحكومات المقبلة أن تخفض المعاشات. ولكى يعيش المسنون حياة كريمة قد يتوجب عليهم الاستمرار فى العمل لمدة أطول من السن المحدد للمعاش، مما قد يخلق متطلبات تصميمية جديدة لاستيعاب الفئة المتولدة بين فئات التصميم الأكثر طلبا.
ويرتبط بتزايد معرفتنا حول عملية التقدم فى السن  زيادة مماثلة وتقدما مشابه فى تقنيات إطالة العمر وهو ما يدفعنا للقول بأن المسنين سوف يلعبون دورا متزايد الأهمية فى إنتاجية مجتمعاتنا وفى اقتصادنا. أن التطورات الارجونوميكية المقبلة سوف تكون ذات تأثير بالغ فى استيعابنا للمسنين كقوة نافعة ومنتجة فى قوة العمل.

 


القصور البدنى المرتبط بتقدم السن:

 

ولا يجب النظر للشيخوخة كمرض و لكن كعملية طبيعية تشمل التغير التدريجي في الشكل والوظيفة والقدرة على تحمل الضغوط وهو يبدأ من التدهور المتدرج الذي يحدث من قمة النضج البدنى والصحي في العقد الثالث من العمر حيث ( لسوء الحظ ) تبدأ التغيرات الفسيولوجية المتعلقة بالسن مبكرا جدا عما نتصور .
ومن الصفات المرتبطة بالتقدم فى السن النقص المتزايد فى القدرة على السمع. وهناك نوعان من الصمم أو فقدان القدرة على السمع وهما التأثر بالتقدم فى السن والتأثر بالضوضاء المحيطة. فالناس يميلون لأن يكونوا أكثر عرضة للضوضاء والتأثيرات المصاحبة لها عندما يتعرضون لضوضاء فى نطاق الترددات حول 4000 هيرتز (Hz ).  ويمكن أن يحدث التعرض للضوضاء قرب هذا المستوى لفقدان القدرة السمعية من 50 إلى 60 ديسيبل Decibels  (dB ). أما فقدان السمع  المرتبط بتقدم السن فلا يشبه ذلك الذى تحدثه الضوضاء فهو متزايد بتزايد تردد الموجات الصوتية. يعانى المسن عادة توليفة من التأثيرين معا ومن الصعب تحديد أيها أكثر تأثيرا. ولكن يمكننا القول بأن فقدان السمع الذى يعزى لتقدم السن يكون أكبر وأكثر تأثيرا فى الرجال عنه فى النساء وتكون الترددات العليا هى الأكثر تأثرا. وفى سن الخامسة والستين هناك نقص بمقدار 30 ديسيبل عند مصادر الأصوات ذات التردد 3000 هيرتز.
وكلما تقدمنا فى السن تقلصت قدرتنا على تركيز عيوننا على الأشياء من حولنا وهو ما يسمى بقدرة العين على التكيف accommodation   ويرجع هذا إلى فقدان العدسات مرونتها. وكذلك فإن اقصر مسافة يمكننا الرؤية الواضحة عندها وهى تسمى near point . وللحفاظ على نقطة التركيز على الأجسام القريبة حيث تنطبع صورتها على الشبكية Retina فإن عضلات العين ciliary muscle تميل إلى زيادة تحدب العدسة. وعند سن 50 إلى 60 سنه فى المتوسط فإن مسافة النقطة القريبة تتضاعف من 500 مم إلى 1000 مم. وبمعنى آخر، فإنه عند سن الستين ولكى نحافظ على رؤية جسم ما فإنه يترتب علينا ان نبعده لضعف المسافة المعتادة لنا فى سن الخمسين.

 
 

ولتأدية عمل ما قريب من العين بشكل مريح فإن مسافة الأشياء يجب الحفاظ عليها بما لا يتجاوز ثلثى قدرة تكيف عين الشخص المعنى، وألا فإنه سيكون على عضلات العين العمل المجهد حتى يتسنى لنا رؤية واضحة، الأمر الذى يتعب العين.
ليس للمسنين القدرة على التأقلم مع العمل الليلى أو ورديات العمل التى تختلف توقيتاتها من وقت لآخر مثل العاملين الأصغر منهم. ويرجع هذا إلى حقيقة أن المسنين يتعرضون بشكل متكرر لنوم قلق ولأنهم أيضا اقل قدرة على مواجهة الضغوط Stresses التى تمثل عنصرا واضحا يرتبط بورديات العمل الليلى. ولهذه الأسباب فإن المسنين يكون أكثر تعرضا للمخاطر والمشكلات الصحية الناشئة عن العمل الليلى أو ورديات العمل. لذا فإنه يوصى يعطى المسنين الفرصة للعمل فى الورديات المبكرة قدر المستطاع.

 


 التغيرات العضلية مع تقدم السن :

 

يبدأ الشخص بعد سن الثلاثين في فقد من 3-5% من المحتوى العضلي كل عشر سنوات مع زيادة أكبر ما بعد الستين يمكن أن تصل إلي 30% كل عشر سنوات بعد السبعين وأكثر الضعف يكون في عضلات الجذع والساقين وهي العضلات الهامة لكل أنشطتنا الحركية .

 


 نقص المرونة مع تقدم السن :

 

تزداد الروابط البينية في الكولاجين بشكل مكثف وهو البروتين الموجود في الأنسجة ويسمح باستطالتها مما يعيق قابلية النسيج للتمدد والاستطالة وهناك أيضا نقص فى بروتين الالستين ما يؤدى إلي ضعف خاصية رجوع الأنسجة لوضعها الطبيعي بعد الشد وعامل آخر يضاف إلي ذلك وهو قلة حركة المسن مما يزيد من نقص المرونة كل هذه العوامل تؤثر على حركة المريض و تعوقها خاصة في منطقة الرقبة والجذع والحوض ويؤدى أيضا إلى تهديد توازنه. ومع تقدم السن يقل سمك غضاريف المفاصل و تتآكل وتصبح حركتها مؤلمة .

 
 
 














© ergo-eg.com 2007, All rights reserved.